“العيب في السيستم”.. كيف فقدنا الاتصال بخدمات «فيسبوك» وتطبيقاتها؟

كيف فقدنا الاتصال بخدمات «فيسبوك» وتطبيقاتها؟

ليلة أمس، عاش العالم عدة ساعات مربكة بعد تعطل أوسع تطبيقات التواصل الاجتماعي استخدامًا: فيسبوك وإنستجرام وواتساب، المملوكة لشركة فيسبوك، لمدة سبع ساعات، نتيجة خطأ غير مسبوق من داخل الشركة، في نفس اليوم الذي طلبت فيه «فيسبوك» من قاضٍ فيدرالي أمريكي رفض شكوى من قبل لجنة التجارة الفيدرالية تتهم الشركة بالاحتكار.

"العيب في السيستم".. كيف فقدنا الاتصال بخدمات «فيسبوك» وتطبيقاتها؟

وبالتوازي مع اتهامات كشفت عنها مديرة الإنتاج السابقة في المجموعة، فرانسيس هوجن، باختيار الشركة الربح المادي على سلامة مستخدميها في مقابلة تليفزيونية الأحد الماضي.

قدمت هوجن لصحيفة وول ستريت جورنال، وثائق داخلية للشركة حصلت عليها قبل مغادرتها في مايو الماضي، أهمها أبحاث كشفت عن وعي الشركة بالأضرار النفسية للمستخدمين التي تسببها منتجاتها وقراراتها، إلى جانب وثائق أخرى.

شاهد أيضاً← ايفون
iPhone SE 2022.. سعر الهاتف ومراجعته

وظهرت فرنسيس هوجن في برنامج «60 دقيقة» على محطة «سي بي إس» الأمريكية، ومن المقرر أن تُدلي بشهادتها أمام لجنة فرعية بالكونجرس اليوم.

وأظهرت أبحاث الشركة، المنشورة بعنوان «ملفات فيسبوك»، أن سياسات التطبيق أدت إلى تضخم الكراهية بين المستخدمين، وانتشار المعلومات المُضللة التي تؤدي إلى زيادة الاستقطاب.

كما أظهر أن الشركة كانت تدرك أن إنستجرام يضر بالصحة العقلية للفتيات المراهقات، حيث كشفت أن 32% من الفتيات المراهقات شعرن بأن استخدام إنستجرام منحهن صورة سلبية عن جسدهن، ما جعل الرئيس الأمريكي، جو بايدن، يرى أن ما كُشف من معلومات يُظهر أن الشركة «لا تعرف ضبط نفسها»، بحسب ما قالت الناطقة باسمه جين ساكي، أمس.

وقالت «فيسبوك» إن سبب عطل أمس هو «تغيير خاطئ في الإعدادات، ولا يوجد دليل على أن بيانات المستخدم تعرضت للاختراق نتيجة للانقطاع».

واستفاد منافسو واتساب وماسنجر من العطل، حيث صعد تطبيق «تيليجرام» من المرتبة 56 للتطبيقات المجانية الأكثر تحميلًا في الولايات المتحدة إلى المرتبة الخامسة خلال يوم واحد بحسب شركة «سنسر تاور» المتخصصة في مجال التطبيقات، كما شهد تطبيق «سيجنال» للمراسلة ارتفاعًا كبيرًا هو الآخر.

شاهد أيضاً← “التفاصيل
كاملة”.. ايلون ماسك يشتري تويتر مقابل 44 مليار دولار وتويتر ترد

الإجابة الأبسط على هذا السؤال قدمها محرر التكنولوجيا في موقع الجارديان، أليكس هورن، عبر سلسلة من التغريدات، شرح من خلالها المشكلة كما يلي: أرسل مهندسو فيسبوك تحديثًا إلى أحد بروتوكولات توجيه الإنترنت المحورية تسبب في إخراج سيرفرات فيسبوك من الخدمة.

كان من الممكن إصلاح هذا الخطأ ببساطة عبر تحديث آخر لإعادة هذه السيرفرات عن العمل.

لكن الأزمة كانت في مركزية «فيسبوك» التقنية: كل شيء في فيسبوك يمر عبر فيسبوك نفسه.

لذا، عندما سقطت سيرفرات فيسبوك من الإنترنت، سقطت معها قدرة المهندسين على إصلاح الخطأ، أو الدخول على «السيستم» الذي يمكن عن طريقه إصلاح الخطأ، أو حتى دخول المهندسين إلى المبنى الذي يحتوى على سيرفرات «السيستم» الذي يمكن عن طريقه إصلاح الخطأ.

شاهد أيضاً← اختراق
1.5 مليار مستخدم أثناء توقف الفيسبوك والواتساب

يُدعى BGP أو Border Gateway Protocol. كما تعلم، الإنترنت لا مركزي، بل هو عبارة عن مجموعة من الشبكات المتصلة ببعضها البعض.

لذا تحتاج بياناتك إلى دليل ليقودها عبر هذه الشبكات في أسرع وقت ممكن لتصل إلى وجهتها، كي تتمكن من مواصلة تصفح التايم لاين الخاص بك في سلاسة.

هذا الدليل هو الـ BGP، الذي عن طريقه تتبادل الشبكات معلومات وجودها وكيفية الوصول إليها.

ما حدث هو أن تحديث فيسبوك أخبر جميع الشبكات أنه لم يعد موجودًا، لذا عندما حاولت بياناتك البحث عن مكانه، لم تحصل على إجابة من الشبكات المختلفة سوى: «هو قالك فين؟».

Scroll to Top