فيلم ريش يتعرض لهجوم شديد بتهمة الإساءة لمصر بعد عرضه في مهرجان الجونة السينمائي

فيلم ريش يتعرض لهجوم شديد بتهمة الإساءة لمصر بعد عرضه في مهرجان الجونة السينمائي

بدأت، أمس، مواقع صحفية وقنوات إعلامية محلية هجومًا شبه منظم على فيلم «ريش»، بعد العرض الأول له في الشرق الأوسط، ضمن مسابقة الأفلام الروائية الطويلة في الدورة الخامسة من مهرجان الجونة السينمائي، مستعينة في ذلك بآراء مجموعة من الممثلين قالوا إنهم انسحبوا من عرض الفيلم أثناء العرض، منهم شريف منير وأحمد رزق وأشرف عبد الباقي، احتجاجًا على إساءة الفيلم لسمعة مصر وإظهار جانب منها ليس صحيحًا.

يطرح الهجوم الإعلامي على الفيلم تساؤلات، خصوصًا أنه الفيلم الوحيد الذي أعطى للسينما المصرية، للمرة الأولى في تاريخها، فوزًا بجائزتي مسابقة أسبوع النقاد ولجنة تحكيم الاتحاد الدولي لنقاد السينما، في مهرجان «كان» السينمائي الدولي، يوليو الماضي.

المخرج، بسام مرتضى، حضر الفيلم، وأوضح لـ«حصري شو»، إن قاعة العرض في البداية كانت ممتلئة عن آخرها، ولكن بعد فترة من بداية الفيلم بدأ بعض الجمهور في الانسحاب بسبب حالات الصمت الطويلة في الفيلم غير المعتادة عند بعض المشاهدين، وهو ما كان يدركه عمر الزهيري، مخرج الفيلم، جيدًا، قبل عرضه حين تكلم عن خصوصية اللغة السينمائية المصرية.

وأوضح مرتضى أنه بعد انتهاء الفيلم خرج المشاهدون من قاعة العرض ووقفوا يتبادلون آرائهم، ولم يكن ظاهرًا أي استياء يحمل حججًا عن سمعة مصر، وتحديدًا لأن الفيلم غرائبي، ليس منحازًا للفقراء، قبل أن نرى الهجوم في الإعلام.

ورأى مرتضى أن ما يحدث الآن يمكن أن يكون ضربة قاسية لمهرجان القاهرة المفترض إقامته بعد أسابيع قليلة، أولًا لأن محمد حفظي، منتج الفيلم، هو مدير مهرجان القاهرة، وعمر الزهيري، حاصل على جوائز مهمة في «كان»، فإذا تصاعدت تلك الحملة الهجومية داخليًا ربما يتأثر مهرجان القاهرة خارجيًا.

وقال مهرجان الجونة السينمائي، في بيان رسمي، تعليقًا على الأحداث، إن اختيار فيلم «ريش» جاء متسقًا مع معايير اختيار الأفلام في المهرجان، بناء على ما حققه من نجاحات، سواء حصوله على الجائزة الكبرى لأسبوع النقاد الدولي في «كان»، كأول فيلم مصري يحصل على مثل تلك الجائزة، وكذلك الجائزة الكبرى لمهرجان «بينجياو» في الصين، كما تم اختياره ليُعرض في أيام «قرطاج» السينمائية في دورتها القادمة، كما قامت وزارة الثقافة المصرية بتكريم الفيلم وفريق عمله في فعالية أقيمت قبل بدء مهرجان الجونة السينمائي.

وفي مداخلة مع عمرو أديب، قال شريف منير «خرجت لأني شفت في الفيلم صور زيادة عن اللزوم مخليه شكلنا مش حلو، شكل أسرة عايشة في عذاب غير طبيعي وشكل مؤذي، عايشين في قذارة، اتخنقت من الفيلم، حتى العشوائيات اللي كانت موجودة مكانتش عايشة بالمظهر ده، واتضايقت أكتر أما الفيلم اتعرض بره وأخد جوائز».

يحكي فيلم «ريش» قصة عائلة فقيرة مكونة من أب وأم وثلاثة أطفال، يقرر الأب إقامة حفل عيد ميلاد لأحد أبنائه فيأتي بساحرًا لتقديم فقرات مسلية للضيوف، ويستعين الساحر بالأب في تأدية إحدى الفقرات، فيتحول الأب إلى دجاجة ويختفي من حياة الأسرة.

بهدوء، أرجع زهيري الهجوم على فيلمه، خلال المؤتمر الصحفي الذي أعقب عرضه، إلى حالة التجريب التي اعتمد عليها، وهو هجوم يحدث دائمًا مع المخرجين الذي يحاولون التجديد السينمائي مثل محمد خان ويسري نصرالله، وغيرهما.

أما السيناريست، أحمد عامر، المشارك في كتابة الفيلم، قال خلال المؤتمر الصحفي، إن أحداث الفيلم تدفع المشاهد للتساؤل حول ما إذا كان الأب تحول إلى دجاجة بالفعل أم أنه هرب للتخلي عن مسؤوليته تاركًا إياها لزوجته، عكس ما يمثله من الأب سلطة ومسؤولية في وجهة نظر المجتمع.

Scroll to Top