شاور للتاكسى و ركب..
بيبص للسواق اتفاجأ من كبر سنه و من وشة الى مافيهوش مكان سليم من كتر التجاعيد الى مغطية على شكله و متبت فى الطارة و ايديه فيها رعشه خفيفة.
قعد يقول مع نفسه .. مش عارف لية اول لما ركبت جنبه حسيت ان هما دول الناس الى بتقول الدنيا لسة بخير.
هو : حضرتك بتسوق بقالك كتير ؟
السائق : انا بسوق التاكسى من سنة 1948
هو : و ياترى اية خلاصة خبرتك فى السواقة
السائق : نملة سودة على صخرة سودة فى ليلة كاحله الظلمة يرزقها الله.
هو : قصدك اية ؟!!
السائق : هحكيلك حكاية حصلت معايا الشهر ده علشان تفهم قصدى
هو : ياريت
السائق : انا فضلت عيان 10 ايام و مبشتغلش و مكونتش قادر اتحرك من السرير و انا طبعا على باب الله و اليوم بيومه ..و بعد اسبوع ماكنش فيه فى البيت ولا مليم .. انا عارف و مراتى مخبيه عليا .. اقولها هنعمل اية يا ستي تقولى الخير كتير .. و هى عمالة تشحت اكل من الجيران و انا طبعا ولادى الى فيهم مكفيهم و كل واحد فى وادى و عنده مشاكله .. بعد 10 ايام قولت لمراتى هنزل الشغل حلفت مانا نازل الشغل عشان هموت منها .. فكدبت عليها و قولتها هروح القهوة ساعة و ارجع عشان اتخنقت و عاوز اشم هوا و دورت العربية و قلت ياربنا يا رزاق فضلت ماشى لحد ملاقيت عربية تاكسي عطلانة و السواق بتاعها بيقولى معايا واحد عربى طالع المطار تاخده عشان عربيتى عطلت ؟ واخد بالك من حكمة ربنا ؟ معاه 504 حالتها بريمو و عطلت , قلت له اوصله.
ركب معايا الزبون و سألنى هتاخد كام قولتله الى تجيبه و أكد عليا قولتله الى تجيبه هاخده
عرفت انه رايح قرية البضايع عشان هيخلص حاجة هناك .. فقولتله انا حفيدى بيشتغل هناك و ممكن يساعدك .. و بالفعل لاقيت حفيدى هناك فى الوردية .. طبعا كان ممكن ملاقهوش .. خلصنا الحاجة الى عاوزها و رجعنا الدقى.
سألنى عاوز كام؟ قولته احنا اتفقنا الى تجيبه فراح مدينى 50 جنية خدتهم و همشى .. قالى راضى قولته اه راضى نشكر لله.
قالى بص يا عم الجمرك كان المفروض 1400 جنية و حفيدك خلانى ادفع 600 جنية يعنى فيه فرق 800 جنية دول طالعين من ذمتى ليك يعنى حلالك و دول 200 جنية اجرة المشوار يبقى الف جنيه و ال 50 جنية الى معاك هدية منى ليك.
شفت يا استاذ يعنى مشوار واحد جابلى الف جنيه ممكن اشتغل شهر و ماجبهومش .. شوفت ربنا نزلنى من بيتى وعطل التاكسى التانى و اوجد لى كل المسببات علشان يرزقنى الرزق ده .. اصل كل ده بتاع ربنا..
