شرح وتحليل شامل لكتاب من الدولة العميقة إلى تنظيم الدولة الإسلامية

من الدولة العميقة إلى تنظيم الدولة الإسلامية | كتاب جديد لـ (Jean-Pierre Filiu) | شرح وتحليل شامل للكتاب

من الدولة العميقة إلى تنظيم الدولة الإسلامية | كتاب جديد لـ (Jean-Pierre Filiu) | شرح وتحليل شامل للكتاب

كتاب جديد ومهم لـ (Jean-Pierre Filiu) يتحدث فيه عن مصطلح الدولة العميقة وكيف ظهر وعلاقته بالدول العربية.

ويتحدث الكاتب بإسهاب عن ظهور المصطلح في تركيا، وكيف اكتشُِّفَت معالم الدولة العميقة فيها، وكيف خاض الرئيس التركي أردوغان صراعه معها.

ثم ينطلق إلى الوطن العربي فيتناول الأنظمة العربية بأصنافها الثلاثة حسب رأيه وهي:

1- الأنظمة الأصولية: ويمثلها حسب ما ذكر الكاتب النظام السعودي الذي يستند إلى الدعوة الوهابية في نشأة الدولة، كما تعتمد تركيا على الكمالية والأصولية العلمانية.
2- الأنظمة الشمولية: وأبرزها النظام العراقي قبل الغزو الأمريكي والنظام الليبي قبل سقوط القذافي.
3- الأنظمة المملوكية: وهي بشكل خاص النظام المصري والسوري واليمني والجزائري، حيث يعود الكاتب إلى التاريخ ليسقط مرحلة الحكم المملوكي على هذه الأنظمة ، وسماتها الرئيسية هي: أنها أنظمة عسكرية تسودها الخطابات الرنانة،والأولوية فيها لمصلحة الطبقة العسكرية وليس لمصلحة المواطن، وأنها فاقدة لحقيقة الشرعية متمسكة بشكلياتها، ومثلما كانت شرعية المماليك تتمثل بالخليفة العباسي، تتمثل بالانتخابات الشكلية لدى المماليك الجدد.
أما بقية الدول العربية فأنظمتها أقرب ما تكون إلى الحكم المملوكي، وإن لم تمتلك كافة عناصره وسماته، مثل النظام التونسي قبل سقوط بن علي الذي اعتمد على الأمن وليس على الجيش كنواة صلبة للحفاظ على النظام. أما الأنظمة الشمولية فلم تبالِّ مطلقا بنيل الشرعية الوهمية من الانتخابات الشكلية التي تصرُّ عليها الأنظمة المملوكية، وهذا هو الفارق الرئيسي بينهما.
يسُهب الكاتب في عرض مقومات الأنظمة المملوكية التي تستند على ترهيب الشعوب بالمجازر والسجون، وإثارة النعرات الطائفية والقبائلية، وقتال الجماعات الإسلامية بضراوة منقطعة النظير، وإفساد هذه الحركات ما أمكنها ذلك، وتسخير ثروات البلاد لبقاء الأنظمة. كما يشكل التمويل عاملا رئيسيا في استمرار هذه الأنظمة، وله مصدران حسب الكاتب وهما: الثروات المحلية ومليارات الخليج.
Scroll to Top